فصلت المحكمة الجنائية الاستئنافية لمجلس قضاء وهران بعد تأجيل دام ثلاث سنوات، في ملف شخص من مواليد 1990، ادعى أنه المهدي المنتظر أو “مخلص البشر من القهر”، وذلك بتسليط عقوبة 12 عاما بحقه، في الوقت الذي التمس فيه ممثل الحق العام توقيع عقوبة المؤبد.
قضية الحال التي استرعت انتباه رجال القانون في وهران، لأطوارها الغريبة، بحيث توبع المتهم الموقوف بجناية محاولة القتل العمد، لقيامه بالتسلل خلسة إلى ميناء وهران ومباغتة عامل بذات المؤسسة بطعنات خنجر تحت ذريعة أن الضحية شبيه الرئيس الراحل للجزائر هواري بومدين، وأنه يحاول “استرجاع حق الجزائريين المهدور” حسب زعمه، من الرئيس الراحل لوجود تشابه كبير بين الضحية ومحمد بوخروبة.
المتهم الذي خطف الأضواء في محاكمته وسرده أسباب إقدامه على هذا الفعل الجنائي، وجه 8 طعنات بالسلاح الأبيض بحق الضحية في شهر جانفي 2019، بنية التصفية الجسدية، إذ سبب الاعتداء السافر، عجزا طبيا مدته 90 يوما للضحية، الذي كان يوشك على التقاعد.
الوقائع الجنائية التي عرضت أمام هيئة المحكمة الاستئنافية، حملت تفاصيل غربية للغاية، لاعتراف المتهم بفعلته، زاعما أنه المهدي المنتظر وينحدر من سلالة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، مدعيا أنه كان يرى في عامل ميناء وهران، شيئا من الراحل هواري بومدين، ما تطلب قتله وفق روايات المتهم.
الضحية أكد في أقواله أنه تعرض إلى طعنات حادة بالسلاح الأبيض، بحيث أحس أن المتهم كان يراقبه انطلاقا من حي مارافال “العثمانية” في مدينة وهران إلى غاية ميناء وهران، مضيفاً أنه تعرض إلى الخنق بواسطة حبل ثم انهال عليه المتهم بالضرب بمقبض حديدي قبل أن يتلقى طعنات على مستوى الكبد، الرأس، الرقبة والصدر والكاحل، فورها فرّ المتهم تاركاً الضحية مضرجا بدمائه، لكن يقظة بعض الشهود الذين طاردوا “المهدي المنتظر” مكنت من توقيفه، وتسليمه لمصالح الأمن التي تنقلت إلى مسرح الجريمة.
وبينت الأبحاث أن الضحية أخضع إلى تدخلين جراحين لخطورة الإصابات البالغة التي تعرض إليها، وأبرزت التحريات أن الفاعل قطع مسافة بين معسكر إلى غاية وهران لارتكاب هذا الفعل الجنائي، وهو ما أدهش هيئة المحكمة، التي صنفت القضية ضمن أغرب جلسات الدورة الجنائية الحالية المفتوحة ...
الخبر نقلا عن جريدة الشروق
